ترامب يمنح عفواً كاملاً لـ77 شخصية في قضايا انتخابات 2020

 أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قراراً رئاسياً بالعفو الكامل عن مجموعة من الشخصيات السياسية والقانونية البارزة المتهمة بالتورط في محاولات لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، التي خسرها أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن.

وأعلن المدعي الأمريكي المختص بشؤون العفو بوزارة العدل، إد مارتن، أن القرار الجديد شمل 77 شخصية، من أبرزهم المحامي الشخصي السابق للرئيس ترامب رودي جولياني، وكبير موظفي البيت الأبيض الأسبق مارك ميدوز، مؤكداً أن العفو جاء “كاملاً وشاملاً وغير مشروط”.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن مصادر في واشنطن أن القائمة ضمت عدداً من الأسماء المتهمة بالمشاركة في جهود قانونية وإعلامية هدفت إلى التشكيك في نتائج الانتخابات في عدة ولايات، لا سيما ولاية جورجيا، التي كانت من أبرز نقاط الخلاف بعد إعلان فوز بايدن فيها بفارق ضئيل.

وبحسب الوثيقة الرسمية التي نشرها مارتن عبر منصة «إكس»، والمؤرخة في السابع من نوفمبر الجاري، فإن ترامب برر قراره بأن “هذا العفو يهدف إلى إنهاء الظلم الوطني الفادح الذي تعرض له الشعب الأمريكي في أعقاب انتخابات 2020، والمساهمة في تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز وحدة البلاد”.

وأوضح نص الوثيقة أن هذا العفو لا يشمل الرئيس الأمريكي نفسه، في إشارة إلى استبعاد ترامب من أي حماية قانونية تتعلق بالقضايا المرفوعة ضده بشأن تلك الأحداث. وتُعد هذه النقطة ذات أهمية كبيرة من الناحية السياسية، إذ تشير إلى محاولة الرئيس الأمريكي السابق الحفاظ على مظهر من الحياد القانوني أمام الرأي العام.

ويأتي هذا القرار في وقت يستعد فيه ترامب لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في عام 2028، وسط استمرار الانقسامات السياسية الحادة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول ما جرى في انتخابات 2020، وما تبعها من أحداث عنف واقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي (الكابيتول) في يناير 2021.

ويرى مراقبون سياسيون في الولايات المتحدة أن العفو الرئاسي يمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة ترتيب صفوف الجمهوريين وتعزيز ولاء الشخصيات التي واجهت المحاكمة بسبب دعمها لترامب، بينما وصفت شخصيات ديمقراطية القرار بأنه “سابقة خطيرة تمس نزاهة القضاء الأمريكي”.

ويؤكد محللون أن العفو الأخير قد يفتح الباب أمام جدل قانوني جديد حول حدود صلاحيات الرئيس الأمريكي في استخدام سلطة العفو، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات متهمة في قضايا سياسية ترتبط مباشرة بمصلحته الشخصية أو بحملاته الانتخابية.

وبينما تتواصل ردود الفعل في الأوساط الأمريكية، يبقى هذا القرار من أبرز الأحداث السياسية التي أعادت تسليط الضوء على مرحلة ما بعد انتخابات 2020، وعلى الدور المثير للجدل الذي لعبه ترامب وحلفاؤه في المشهد السياسي الأمريكي.